اليم عقابه، ثم وصف عقابه بالشدة فقال: إن الله شديد العقاب لمن يعاقبه من خلقه، لأنه نار لا يطفى حرها، ولا يخمد جمرها، ولا يسكن لهيبا (نعوذ بالله منها).
قوله تعالى:
(حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق ان اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم) (3) آية بلا خلاف.
[اللغة]:
بين الله (تعالى) في هذا الآية ما استثناه في قوله: " أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم " فهذا مما تلاه علينا فقال مخاطبا للمكلفين: " حرمت عليكم الميتة " وأصله الميتة مشدد غير أنه خفف، ولو قرئ، على الأصل كان جائزا إلا أنه لم يقرأ به أحد هاهنا إلا أبا جعفر المدني يقال: ميت بمعنى واحد. وقال بعضهم الميت لما لم يمت والميت لما قد مات وهذا ليس بشئ لان ميت يصلح لما قد مات، ولما سيموت. قال الله (تعالى): " انك ميت وانهم ميتون " وقال الشاعر في الجمع بين اللغتين:
ليس من مات فاستراح بميت * إنما الميت ميت الاحياء فجعل الميت مخففا من الميت وقال بعضهم: الميتة كلما له نفس سائلة من دواب