بالظلم. وقوله " ومن أحسن من الله حكما " نصب على التمييز أي فصلا بين الحق والباطل من غير محاباة، ولا مقاربة لأنه لا يجوز للحاكم أن يحابي في الحكم بأن يعمل على ما يهواه بدلا مما يوجبه العدل وقد يكون حكم أحسن من حكم بأن يكون أولى منه وأفضل منه وكذلك لو حكم بحق يوافق هواه كان ما يخالف هواه أحسن مما يوافقه وقوله " لقوم يوقنون " معناه عند قوم يوقنون بالله وبحكمه فأقيمت اللام مقام (عند) هذا قول أبي علي، وهذا جائز إذا تقاربت المعاني ولم يقع اللبس لان حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض.
قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (54) آية قوله " بعضهم أولياء بعض " إخبار منه تعالى ان الكفار يوالي بعضهم بعضا وقوله " ومن يتولهم منكم " يعني من استنصرهم واتخذهم أنصارا فإنه منهم أي محكوم له بحكمهم في وجوب لعنه والبراءة منه ويحكم بأنه من أهل النار. وقوله " ان الله لا يهدي القوم الظالمين " معناه لا يهديهم إلى طريق الجنة لكفرهم، واستحقاقهم العذاب الدائم بل يضلهم عنها إلى طريق النار، هذا قول أبي علي. وقال غيره: معناه لا يحكم لهم بحكم المؤمنين في المدح والثناء والنصرة على الاعداء.