المعني لاطلب القول. والفرق بين الذكر والعلم ان الذكر ضده الجهل. وقد يجمع الذكر للشئ والجهل به من وجه واحد. ومحال ان يجتمع العلم به والجهل به من وجه واحد والفرق بين الذكر والخاطر أن الخاطر مرور المعنى على القلب. والذكر حصول المعنى في النفس وأيضا الذكر يجري على نقيض النسيان، لأنه يستعمل بعدما نسيه. وليس كذلك الخاطر.
والهم بالامر هو حديث النفس بفعله. يقال: هم بالامر يهم هما. ومنه الهم.
وهو الفكر الذي يغم. وجمعه هموم واهتم اهتماما. وأهمه الامر إذا عني به، فحدث نفسه به والفرق بين الهم بالشئ والقصد إليه انه قد يهم بالشئ قبل أن يريده ويقصده بان يحدث نفسه به وهو مع ذلك مميل في فعله ثم يعزم إليه ويقصد إليه.
قوله تعالى:
(ولقد اخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله انى معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعززتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل) (12) - آية بلا خلاف -.
الميثاق: اليمين المؤكدة، لأنه يستوثق بها من الامر، فاخذ الله ميثاقهم باخلاص العبادة له، والايمان برسله. وما يأتون به من شرايع دينه.
وقوله: " بعثنا منهم اثني عشر نقيبا " فالنقيب فيه أربعة أقوال:
قال الحسن " هو الضمين وقال الربيع: هو الأمين.
وقال قتادة: هو الشهيد على قومه. وقال قوم: هو الرئيس من العرفاء.
[اللغة]:
واصل النقيب في اللغة النقب وهو الثقب الواسع. وقال أبو مسلم: هو فعيل بمعنى مفعول كأنه اختير ونقر عليه، فقيل نقيب، لأنه ينقب عن أحوال