يهتدي. بالنور وقوله: " باذنه " معناه بلطفه.
وقوله: " يهديهم إلى صراط مستقيم " معناه يرشدهم إلى طريق الحق. وهو دين الحق. وقال الحسن: هو الذي يأخذ بصاحبه حتى يؤديه إلى الجنة. وبه قال أبو علي. ومعنى " صراط مستقيم " طريق مستقيم وهو دين الله القويم الذي لا اعوجاج فيه.
قوله تعالى:
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد ان يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شئ قدير) () آية بلا - خلاف - اللام في قوله: " لقد كفر " جواب للقسم وتقديره أقسم لقد كفر الذين قالوا. وإنما كفروا بقولهم: إن الله هو المسيح بن مريم على وجه التدين به، لأنهم لو قالوه على وجه الحكاية منكرين لذلك لم يكفروا به. وإنما كانوا بذلك كافرين من وجهين:
أحدهما - انهم كفروا بالنعمة من حيث أضافوها إلى غير الله ممن ادعوا إلهيته.
والثاني - كفر صفة لأنهم وصفوا المسيح وهو محدث بصفات الله تعالى، فقالوا:
هو إله واحد فكل جاهل بالله كافر، لأنه لما ضيع حق نعمة الله، كان بمنزلة من أضافها إلى غيره ومعنى من يملك من الله شيئا من يقدر ان يدفع من أمر الله شيئا، من قولهم: ملكت على فلان أمره: إذا اقتدرت عليه حتى لا يمكنه انفاذ شئ من امره الا بك. وتقديره من يملك من امره شيئا. ووجه الاحتجاج بذلك انه لو كان المسيح إلها، لقدر على دفع أمر الله إذا اتى باهلاكه واهلاك غيره، وليس