ما كان منها وحشيا، فإنه صيد، ولا يحل لكم وأنتم حرم. والتقدير على هذا أحلت لكم بهيمة الأنعام كلها إلا ما بين لكم من وحشها غير مستحلي اصطيادها في حال إحرامكم، فتكون (غير) منصوبة علي الحال في الكاف والميم في قوله: إلا ما يتلى عليكم. ذهب إلى ذلك الربيع، والحرم جمع حرام. وهو المحرم قال الشاعر:
فقلت لها حثي إليك فإنني * حرام وإني بعد ذاك لبيب أي واني ملب.
وقوله: " إن الله يحكم ما يريد " معناه إن الله يقضي في خلقه ما يشاء من تحليل ما يريد تحليله، وتحريم ما يريد تحريمه، وايجاب ما يريد ايجابه. وغير ذلك من احكامه وقضاياه، فافعلوا ما أمركم به، وانتهوا عما نهاكم عنه.
[الاعراب]: (وما) في قوله: " إلا ما يتلى عليكم " في موضع نصب بالاستثناء. وقال الفراء يجوز أن يكون موضعها الرفع. كما تقول جاءني القوم، إلا زيدا وإلا زيد قال الزجاج: وهذا لا يجوز إلا أن تكون إلا بمعنى غير، فتكون صفة. فاما بمعنى الاستثناء، فلا يجوز. وقوله عليه السلام: (ذكاة الجنين ذكاة أمه عندنا) معناه انه إذا ذكيت الام وخرج الولد ميتا، قد أشعرا وأوبر، جاز أكله. وبه قال الشافعي وأهل المدينة وقال أبو حنيفة: معناه انه يذكى كما تذكى أمه وهو اختيار البلخي.
قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا