لهم عنها. قال ابن عباس كنت أنا وأمي من المستضعفين. قال عكرمة وكان العباس منهم وكان النبي صلى الله عليه وآله يدعو في دبر صلاة الظهر اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن ربيعه وضعفة المسلمين من أيدي المشركين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. وبالجملة التي ذكرناها قال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والسدي، وقتادة، والضحاك، وابن وهب، وابن جبير.
وقوله: (توفاهم) يحتمل أن يكون فعلا ماضيا ويكون موضعه الفتح لان الماضي مبني على الفتح. والثاني أن يكون رفعا والمعنى تتوفاهم وقد حذف أحد التائين وقد بينا فيما مضي أن (عسى) من الله معناه الوجوب قال المغربي: ذكر (عسى) ههنا تضعيف لامر غيرهم كما يقول القائل ليت من أطاع الله سلم، فكيف من عصاه. ومثله قول الشاعر:
ولم تر كافر نعمى نجا * من السوء ليت نجا الشاكر والتوفي هو الاحصاء قال الشاعر:
إن بني أدرد ليسوا من أحد * ليسوا إلى قيس وليسوا من أسد ولا توفاهم قريش في العدد بمعنى أحصاهم. والملائكة تتوفى. وملك الموت يتوفى. والله يتوفى. وما يفعله ملك الموت والملائكة يجوز أن يضاف إلى الله إذا فعلوه بأمره وما تفعله الملائكة جاز أن يضاف إلى ملك الموت، إذا فعلوه بأمره.
قوله تعالى:
(ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما) (100) - آية -.