الله خير منها، لأنه لا يجوز أن يغلب، وغيره يجوز أن يغلب، وان نصر فالثقة بنصرة الله تحصل، ولا تحصل بنصرة غيره.
قوله تعالى:
(سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين) (151) - آية بلا خلاف -:
ذكر ابن إسحاق أنه لما نال المسلمين ما نالهم يوم أحد بمخالفة الرماة أمر نبيهم صلى الله عليه وآله وكان من ظهور المشركين عليهم ما كان عرفهم الله عز وجل الحال في ذلك ثم وعدهم بالنصر لهم، والخذلان، لأعدائهم بالرعب، وذكر السدي: أن أبا سفيان وأصحابه هموا بالرجوع بعد أحد لاستئصال المسلمين عند أنفسهم، فالقى الله الرعب في قلوبهم حتى انقلبوا خائبين عقوبة على شركهم " بالله ما لم ينزل به سلطانا " يعني برهانا.
اللغة، والحجة:
فالسلطان معناه هاهنا الحجة، والبرهان، وأصله القوة، فسلطان الملك قوته. والسلطان: البرهان لقوته على دفع الباطل. والسلطان: التوكيل على المطالبة بالحق، لأنه تقوية عليه، والتسليط على الشئ: التقوية عليه مع الاغراء به.
والسلاطة: حدة اللسان مع شدة الصخب للقوة على ذلك مع إثبات (1) فعله:
والسليط: الزيت لقوة اشتعاله بحدته. والالقاء حقيقته في الأعيان، كقوله:
" وألقى الألواح " (2) واستعمل في الرعب مجازا، ومثل قوله: " وألقيت عليك محبة مني " (3) وقوله: " ومأواهم النار " أي مستقرهم وفي الآية دلالة على