وقوله " فأصبح من النادمين " قيل كانت توبته غير صحيحة، لأنها لو كانت صحيحة لاستحق عليها الثواب. وقال أبو علي: ندم على قتله على غير الوجه الذي يكون الندم توبة لأنه ندم لأنه لم ينتفع به وناله ضرر بسببه من أبيه واخوته. ولو كان على الوجه الصحيح لقبل الله توبته. وعلى مذهبنا كان يستحق الثواب لو كانت صحيحة، وإن لم يسقط العقاب.
قوله تعالى:
من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون (35) آية عند الجميع.
قرأ أبو جعفر والزبير (من أجل) ذلك بفتح النون واسكان الهمزة ومثله (قد أفلح) وما أشبهه. الباقون يقطعون الهمزة بفتح النون بنقل الحركة من الهمزة إلى ما قبلها. ومن اسكنها تركها على أصلها.
ومعنى (من أجل) من جراء ذلك وجريرته. وقال الزجاج: معناه من جناية ذلك. يقال أجلت الشئ أجلا إذا أجنيته. قال الخواني:
وأهل خباء صالح ذات بينهم * قد احتربوا في عاجل أنا آجله (1)