الأحدوثة ولا يستخفون من الله الذي هو معهم بمعنى أنه مطلع عليهم لا يخفى عليه شئ من أمرهم وبيده العقاب. والنكال وتعجيل العذاب فهو أحق بأن يستحيا منه وأولى بأن يعظم من أن يراهم حيث يكرهه إذ يبيتون ما لا يرضى من القول معناه حين يسرون ليلا ما لا يرضى من القول فيغيرونه عن وجهه. ويكونون فيه.
والتبييت هو كل كلام أو امرأ صلح ليلا وأصله من فكرهم فيه ليلا. وقال الشاعر:
أتوني فلم أرض ما بيتوا * وكانوا أتوني بشئ نكر (1) وحكي عن بعض طئ ان التبييت في لغتهم التبديل. وأنشد الأسود بن عامر بن جوين الطائي في معاتبة رجل:
وبيت قولي عبد المليك * قاتلك الله عبدا كنودا (2) يعني بدلت قولي. وروي عن الأعمش عن أبي رزين: ان معنى " يبيتون ما لا يرضى " يؤلفون ما لا يرضى يعني في رمي البرئ بجرم السقيم. والمعنى متقارب، لان التأليف والتشويه والتغيير عما هو عليه وتحويله عن معناه إلى غيره واحد والمعني بالآية الرهط الذين مشوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في مسألة المدافعة عن بني أبيرق، والجدال عنه " وكان الله بما تعملون محيطا " يعني يعلم ما يعلمه هؤلاء المستخفون من الناس وتبييتهم ما لا يرضى من القول وغيره من أفعالهم " محيطا " بمعنى عالما محصيا لا يخفى عليه شئ منه حافظا لجميعه ليجازيهم عليه ما يستخفونه قال الزجاج: الذي بيتوه قولهم إن اليهودي سارق الدرع وعزمهم على أن يحلفوا انهم ما سرقوا وان يمينهم تقبل دون يمين اليهودي، لأنه مخالف الاسلام.
قوله تعالى:
(ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله