واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية. وقال السيدي نزلت في أبي لبابة الأنصاري لقوله لبني قريظة حين حاصرهم النبي صلى الله عليه وآله: إنما هو الذبح فلا تنزلوا على حكم سعد.
وقال عكرمة وعامر الشعبي: نزلت في رجل من اليهود قتل رجلا من أهل دينه فقال القاتل لحلفائهم من المسلمين سلوا لي محمدا صلى الله عليه وآله فان بعث بالدية اختصمنا إليه وإن كان يأمرنا بالقتل لم نأته. وقال أبو هريرة: نزلت في عبد الله بن صوريا، وذلك أنه ارتد بعد إسلامه على ما وصفناه عن أبي جعفر (ع) وقال ابن جريج ومجاهد: نزلت في المنافقين وهم السماعون لقوم آخرين والأصح من هذه الأقوال أنها نزلت في ابن صوريا على ما قدمناه عن أبي جعفر (ع) وهو اختيار الطبري لأنه رواه أبو هريرة والبراء بن عازب وهما صحابيان.
قوله تعالى:
سماعون للكذب أكالون للسحت فان جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين 45) آية قرأ السحت - بضم السين والحاء - ابن كثير وأهل البصرة والكسائي وأبو جعفر (ع) الباقون باسكان الحاء.
وقوله: " سماعون للكذب " وصف لهؤلاء اليهود الذين تقدم وصفهم.
ورفعه كما رفع سماعون الأول سواء، لأنه صفة بعد صفة. وقد يجوز