القدر، وكيف ما زاد عليه. والفتيل: ما تقتله بيدك من الوسخ ثم تلقيه في قول ابن عباس. وقيل: هو ما في شق، النواة، لأنه كالخيط المفتول في شق النواة.
قوله تعالى:
أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) (78) - آية بلا خلاف -.
اللغة والمعنى:
أعلمهم الله تعالى في هذه الآية أن الآجال لا تخطئهم، ولا تنفعهم الخشية من القتل ولو كانوا في بروج مشيدة، وأينما كانوا من المواضع أدركهم الموت بمعنى أصابهم. " وأينما " كتبت موصولة. وفي قوله: " ان ما توعدون " مفصولة، لان الأولى زائدة.
والثاني - بمعنى الذي ففصلت هذه كما تفصل الأسماء، ووصلت تلك كما توصل الحروف. وقيل في معنى البروج ثلاثة أقوال:
أحدها - قال مجاهد، وابن جريج: هي القصور.
الثاني - قال السدي، والربيع: هي قصور في السماء، بأعيانها. وقال الجبائي:
هي البيوت التي تكون فوق الحصون. وأصل البروج الظهور. يقال تبرجت المرأة:
إذا أظهرت محاسنها. والبرج - في العين - اتساعها لظهورها بالاتساع. والمشيدة:
المزينة بالجص. وهو الشيد. قال الجبائي: معناه المجصصة. وقال الزجاج، وغيره:
معناه المطولة في ارتفاع. وقال قوم: المشدد، والمخفف سواء إلا من جهة تكثير الفعل. وقال آخرون: المشيدة بالتشديد - المطولة. والمشيدة بالتخفيف - المطلية بالجص والنورة. والشيد رفع البناء. تقول شاد بناء يشيده شيدا: إذا رفعه.