قولهم: فلان يعطي الدراهم ويكسو الثياب. وقال بعضهم: هذا لا يشبه الآية، لأنه إنما أجازوا حذف المفعول الثاني في أعطى الدراهم، لأنه لا يشتبه أن الدراهم هي التي أعطيت. وفي الآية تشتبه الحال في من المخوف ومن المخوف وقال قوم: (يخوف أولياءه) أي إنما خاف المنافقون ومن لا حقيقة لايمانه. وقال الحسن، والسدي:
يخوف أولياءه المنافقين، ليقعدوا عن قتال المشركين ويخوف يتعدى إلى مفعولين كما يتعدى، يعطي لان أصله خاف زيد القتال وخوفته القتال. كما تقول عرف زيد أخاك وعرفته أخاك. فان قيل: كيف يكون الأولياء على المفعول الثاني وإنما التخويف من الأولياء لغيرهم؟ قيل: ليس التقدير هكذا. وإنما هو على (خاف المؤمنون أولياء الشيطان). وهو خوفهم أولياءه. قال الرماني: وغلط من قدر التقدير الأول. وقوله: (فلا تخافوهم) يعني لا تخافوا المشركين. وإنما قال:
(ذلك) وهي إنما يشاربها إلى ما هو بعيد لأنه أراد ذلك القول تقدم من المخوف لهم من قوله: (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم).
قوله تعالى: (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله أن لا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم) (176) - آية بلا خلاف -.
القراءة:
قرأ نافع في جميع القرآن (يحزنك) - بضم الياء - إلا قوله: (لا يحزنهم الفزع الأكبر) (1). الباقون بفتح الياء في جميع القرآن. وقرأ أبو جعفر عكس ما قرأ نافع. فإنه فتح في جميع القرآن إلا قوله (لا يحزنهم) فإنه ضم الياء