النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (47) آية عند الجميع قرأ " اخشوني " بياء في الوصل أهل البصرة وأبو جعفر، وإسماعيل، ويقف يعقوب بالياء.
أخبر الله تعالى أنه الذي أنزل التوراة فيها هدى أي بيان أن أمر النبي حق وأن ما سألوك عنه في حكم الزانيين حق، والقود حق " ونور " يعني فيها جلاء ما أظلم عليهم وضياء ما التبس عيلهم " يحكم بها النبيون الذين اسلموا " يعني يحكم بالتوراة النبيون الذين أذعنوا بحكم الله وأقروا به.
وقال الحسن وقتادة وعكرمة والزهري والسدي: إن النبي صلى الله عليه وآله داخل في ذلك، بل قال أكثرهم: هو المعني بذلك لما حكم في رجم المحصن، ولا يدل ذلك على أنه كان متعبدا بشرع موسى (ع) لان الله تعالى هو الذي أوجب عليه بوحي أنزل عليه لا بالرجوع إلى التوراة فصار ذلك شرعا له وإن وافق ما في التوراة وإنما نبه اليهود بذلك على صحة نبوته من حيث علم ما هو من غامض علم التوراة ومما قد التبس على كثير منهم وهو قد عرف ذلك من غير قراءة كتبهم، والرجوع إلى علمائهم، فلم يكن ذلك إلا باعلام الله له ذلك وذلك من دلائل صدقه (صلى الله عليه وآله).