والاقرار بما جاء به فقد حبط عمله يعني الاعمال التي يعملها، ويعتقدها قربات إلى الله، فإنها تنحبط، ولا يستحق عليها ثوابا، بل يستحق عليها العقاب، " وهو في الآخرة من الخاسرين " يعني الهالكين الذين غبنوا نفوسهم حظها من ثواب الله بكفرهم، واستحقاقهم العقاب على جحدهم التوحيد، والاسلام. وقال قوم: إن قوله: " ومن يكفر بالايمان " عنى به أهل الكتاب، لان قوما تحرجوا من نكاح نساء أهل الكتاب، واكل طعامهم وما بين الله في هذه الآية. ذهب إليه قتادة وابن جريج ومجاهد وابن عباس. فان قيل ما معنى " ومن يكفر بالايمان " قيل:
الايمان هو الاقرار بتوحيد الله، وصفاته، وعدله، والاقرار بالنبي (صلى الله عليه وآله ) وما جاء به من عند الله. فمن جحد ذلك أو شيئا منه كان كافرا بالايمان.
وقد حبط عمله الذي يرجو به الفوز والنجاة. وهو في الآخرة من الخاسرين. وقال مجاهد: معناه من يكفر بالله. قال البلخي لا يعرف تأويل مجاهد في اللغة.
قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) (6) - آية بلا خلاف - [القراءة] قرأ نافع وابن عامر والكسائي وحفص ويعقوب، والأعشى إلا النقار " وأرجلكم " - بالنصب - الباقون بالجر وقرأ لمستم بلا الف حمزة والكسائي