فساد التقليد، لأنه لا برهان مع صاحبه على صحة مذهبه، فكل من قال بمذهب لا برهان عليه، فمبطل بدلالة الآية، وقوله: " وبئس مثوى الظالمين " فالمثوى:
المنزل، وأصله الثواء، وهو طول الإقامة ثوى يثوي ثواء: إذا طال مقامه وأثواني فلان مثوي أي أنزلني منزلا وربة البيت: أم مثواه. والثوي: الضيف لأنه مقيم مع القوم. وإنما قيل لجهنم " بئس مثوى الظالمين " وبئس للذم، كما أن نعم للحمد لامرين:
أحدهما - إن الضرر تنفر منه النفس كما ينفر العقل من القبح فجرى التشبيه على وجه المجاز - هذا قول أبي علي - وقال البلخي: لان الذم يجري علي النقص كما يجري على القبح حقيقة فيهما، نحو قولهم: الأخلاق المحمودة والأخلاق المذمومة وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (نصرت بالرعب مسيرة شهر) وقد رعبته رعبا أي أفزعته، والاسم الرعب ورعبت الاناء إذا ملأته فهو مرعوب.
قوله تعالى:
(ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم باذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين) (152) آية.
المعنى، والقصة:
ذكر ابن عباس، والبراء بن عازب، والحسن، وقتادة، والسدي، والربيع، وابن إسحاق: أن الوعد المذكور كان يوم أحد، لان المسلمين كانوا يقتلون المشركين قتلا ذريعا حتى أخل الرماة بمكانهم الذي أمرهم النبي صلى الله عليه وآله بملازمته، فحينئذ حمل خالد بن الوليد من وراء المسلمين، وتراجع المشركون، وقتل من المسلمين