أن يعاقب على وجه الجزاء، لأنه لو لم يكن قادرا عليه لما كان فيه وجه مدح والله على كل شئ قدير " معناه ههنا أن من ملك السماوات والأرض وقدر على هذه الأجسام والاعراض التي يتصرف فيها ويديرها، فهو لا يعجزه شئ لقدرته على كل جنس من أجناس المعاني. وقوله " على كل شئ قدير " عام في كل ما يصح أن يكون مقدرا له تعالى. ولا يحتاج إلى أن يقيد بذكر ما تصح القدرة عليه لامرين:
أحدهما - ظهور الدلالة عليه، فجاز ألا يذكر في اللفظ والآخر - أن ذلك خارج فخرج المبالغة كما يقول القائل أتاني أهل الدنيا. ولعله لم يجئه الا خمسة فاستكثرهم قوله تعالى:
يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. من الذين قالوا أمنا بأفواهم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أو تيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم (44)