حطبا " (1) أي الجائرون وقوله: " وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا " أي لا يقدرون لك على ضر في دين، ولا دنيا، فدع النظر ان شئت وإن حكمت فاحكم بما أنزل الله.
قوله تعالى:
وكيف يحكمونك وعندهم التورية فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين (46) آية بلا خلاف المعنى كيف يحكمك هؤلاء اليهود يا محمد بينهم، فيرضوا بك حكما، وعندهم التوراة فيها حكم الله التي أنزلها على موسى التي يقرون بها أنها كتابي وجه التعجب للنبي صلى الله عليه وآله وفيه تقريع لليهود الذين نزلت فيهم فكأنه قال الذي أنزلته على نبيي وإنه الحق وإن ما فيه حكم من حكمي لا يتناكرونه ويعلمونه، وهم مع ذلك يتولون: أي يتركون الحكم به جرأة علي كيف تقرون أيها اليهود بحكم نبيي محمد مع جحدكم نبوته، وتكذيبكم إياه وأنتم تتركون حكمي الذي تقرون به أنه واجب وأنه حق من عند الله.
وقوله: " فيها حكم الله " قال أبو علي فيه دليل على أنه لم ينسخ لأنه لو نسخ لم يطلق عليه بعد النسخ أنه حكم الله كما لا يطلق أن حكم الله تحليل الخمر أو تحريم السبت. وقال الحسن " فيها حكم الله " بالرجم. وقال قتادة وعصيانا لي.
" فيها حكم الله " بالقود.