ثم أقبل على الحسين فقال: سيولد لك محمد بن علي في حياتك، فاقرأه مني السلام، ثم تكملة الاثني عشر إماما من ولدك، يا أخي!
فقلت: يا نبي الله! سمهم لي، فسماهم لي رجلا رجلا منهم، والله، يا بنى هلال!
مهدى هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، والله! إني لأعرف جميع من يبايعه بين الركن والمقام، وأعرف أسماء الجميع وقبائلهم.
ثم لقيت الحسن والحسين (عليهما السلام) بالمدينة بعد ما قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) فحدثتهما بهذا الحديث عن أبيهما فقالا: صدقت قد حدثك أبونا علي بهذا الحديث، ونحن جلوس، وقد حفظنا ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما حدثك أبونا سواء لم يزد ولم ينقص.
قال سليم: ثم لقيت علي بن الحسين (عليهما السلام) وعنده ابنه محمد بن علي (عليهما السلام)، فحدثته بما سمعت من أبيه وعمه، وما سمعت من علي (عليه السلام) فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): قد أقرأني أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام، وهو مريض وأنا صبي، ثم قال محمد (عليه السلام): وقد أقرأني جدي الحسين (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو مريض، السلام.
قال أبان: فحدثت علي بن الحسين (عليهما السلام) بهذا كله عن سليم، فقال: صدق سليم، وقد جاء جابر بن عبد الله الأنصاري إلى ابني وهو غلام يختلف إلى الكتاب فقبله وأقرأه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام.
قال أبان: حججت فلقيت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) فحدثته بهذا الحديث كله لم أترك منه حرفا، فأغرورقت عيناه ثم قال: صدق سليم، قد أتاني بعد قتل جدي الحسين (عليه السلام) وأنا قاعد عند أبي فحدثني بهذا الحديث بعينه، فقال له أبي:
صدقت قد حدثك أبي بهذا الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ونحن شهود، ثم حدثاه