المدينة) (1)، يا ابن الأزرق! من حفظ في الغلامين؟
قال ابن الأزرق: أبوهما.
قال الحسين (عليه السلام): فأبوهما خير أم رسول الله صلى الله عليه و [آله و] سلم؟
قال ابن الأزرق: قد أنبأنا الله تعالى أنكم قوم خصمون! (2) [667] - 5 - العياشي: عن يزيد بن رويان، قال:
دخل نافع بن الأزرق المسجد الحرام، والحسين بن علي (عليهما السلام) مع عبد الله بن عباس جالسان في الحجر، فجلس إليهما ثم قال: يا ابن عباس! صف لي إلهك الذي تعبده! فأطرق ابن عباس طويلا مستبطئا بقوله، فقال له الحسين [(عليه السلام)]: إلي، يا ابن الأزرق! المتورط في الضلالة، المرتكن في الجهالة، أجيبك عما سألت عنه.
فقال: ما إياك سألت، فتجيبني.
فقال له ابن عباس: مه عن ابن رسول الله فإنه من أهل بيت النبوة، ومعه من [معدن] الحكمة! فقال له (عليه السلام): صف لي.
فقال (عليه السلام) له: أصفه بما وصف به نفسه، وأعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس؛ قريب غير ملتزق، وبعيد غير منتقص، يوحد ولا يتبعض، لا إله إلا هو الكبير المتعال.
فبكى ابن الأزرق بكاء شديدا.
فقال له الحسين (عليه السلام): ما يبكيك؟
قال: بكيت من حسن وصفك.
قال (عليه السلام): يا ابن الأزرق! إني أخبرت أنك تكفر أبي وأخي وتكفرني؟!