أبي طالب [(عليه السلام)]، قال:
كنت مع الحسين بن علي (عليهما السلام) يوم قتل، فرمي في وجهه بنشابة، فقال لي: يا مسلم! ادن يديك من الدم.
فأدنيتهما، فلما امتلأتا قال: اسكبه في يدي، فسكبته في يده، فنفح بهما إلى السماء، وقال: أللهم اطلب بدم ابن بنت نبيك.
قال مسلم: فما وقع منه إلى الأرض قطرة. (1) [629] - 412 - الخوارزمي:
ثم ضعف عن القتال فوقف مكانه، فكلما أتاه رجل من الناس وانتهى إليه انصرف عنه، وكره أن يلقى الله بدمه، حتى جاءه رجل من كندة يقال له: مالك بن نسر فضربه بالسيف على رأسه، وكان عليه برنس فقطع البرنس وامتلأ دما، فقال له الحسين (عليه السلام): لا أكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين. ثم ألقى البرنس، ولبس قلنسوة، واعتم عليها، وقد أعيى وتبلد.
وجاء الكندي فأخذ البرنس وكان من خز، فلما قدم به بعد ذلك على امرأته أم عبد الله ليغسله من الدم، قالت له امرأته: أتسلب ابن بنت رسول الله برنسه وتدخل بيتي؟ اخرج عني حشى الله قبرك نارا.
وذكر أصحابه أنه يبست يداه، ولم يزل فقيرا بأسوأ حال إلى أن مات. (2) [630] - 413 - ابن شهر آشوب: وفي أمالي أبي سهل القطان، يرويه عن ابن عيينة قال:
أدركت من قتلة الحسين رجلين، أما أحدهما فإنه طال ذكره...