فاطمة الزهراء! ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي [(عليه السلام)] وقال: هنيئا مريئا لك يا علي!.
ثم ناول عليا [(عليه السلام)] رطبة أخرى والنبي [(صلى الله عليه وآله)] يقول له: هنيئا مريئا لك يا علي!
ثم وثب النبي (صلى الله عليه وآله) قائما ثم جلس، ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب، فلما اكتفوا وشبعوا، ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى.
فقالت فاطمة [(عليها السلام)]: يا أبت! لقد رأيت اليوم منك عجبا، فقال: يا فاطمة! أما الرطبة الأولى التي وضعتها في فم الحسين وقلت له: هنيئا يا حسين! فأني سمعت ميكائيل وإسرافيل يقولان: هنيئا لك يا حسين! فقلت أيضا موافقا لهما بالقول: هنيئا لك يا حسين! ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان: هنيئا لك يا حسن! فقلت أنا موافقا لهما في القول، ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا فاطمة! فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان، وهن يقلن: هنيئا لك يا فاطمة! فقلت موافقا لهن بالقول.
ولما أخذت الرابعة فوضعتها في فم علي، سمعت النداء من [قبل] الحق سبحانه وتعالى يقول: هنيئا مريئا لك يا علي! فقلت موافقا لقول الله عزوجل، ثم ناولت عليا رطبة أخرى ثم أخرى، وأنا أسمع صوت الحق سبحانه وتعالى يقول:
هنيئا مريئا لك يا علي! ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله، فسمعته يقول: يا محمد! وعزتي وجلالي، لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له: هنيئا مريئا بغير انقطاع. (1) [14] - 14 - ابن حمزة: عن أبي الحسن عامر بن عبد الله، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه، عن الحسين (عليه السلام)، قال: