مما حل وحرم ومنعه مما افترض ووجب ان أنفقوه أنفقوه إسرافا " وبدارا " وان أمسكوه أمسكوا بخلا واحتكارا " أولئك الذين ملكت الدنيا زمام قلوبهم حتى أوردتهم النار بذنوبهم.
14 كا 65 ج 5 - علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله عليه السلام فرأى عليه ثياب بيض كأنها غرقئ البيض (1) فقال له ان هذا اللباس ليس من لباسك فقال له اسمع منى وع ما أقول لك فإنه خير لك عاجلا وآجلا ان أنت مت على السنة والحق ولم تمت على بدعة أخبرك ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في زمان مقفر (2) جدب (3) فاما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها ابرارها لا فجارها ومؤمنوها لا منافقوها ومسلموها لا كفارها فما أنكرت يا ثوري فوالله انى لمع ما ترى ما أتى على مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا الا وضعته قال فأتاه قوم ممن يظهرون الزهد ويدعون الناس ان يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف (4) فقالوا له ان صاحبنا حصر (5) عن كلامك ولم تحضره حججه فقال لهم فهاتوا حججكم فقالوا له ان حججنا من كتاب الله فقال لهم فادلوا بها فإنها أحق ما اتبع وعمل به فقالوا يقول الله تبارك وتعالى مخبرا " عن قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان لهم خصاصة (6) ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) فمدح فعلهم وقال في موضع آخر (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما " وأسيرا ") فنحن نكتفي بهذا.