بسم الله الرحمن الرحيم اللهم نحمدك كما يليق بوجهك ونصلي ونسلم على محمد خير خلقك وعلى آله المنتجبين أفضل بريتك.
ما فتئ الفقه المحمدي منذ بداية نشوئه يرتب معالم الحياة الانسانية للوصول بها إلى تطبيق النظام التام الشامل لكل شؤون حياة البشر على الأرض وكتابات العلماء - وهي تدور حول النصوص الشريفة - كلمات النور التي فاضت بها شفاه العترة المحمدية - صلوات الله عليهم أجمعين - ما انفكت تقتبس منها الهداية فتقشع بها ظلمات الحيرة والجهل حيث الهداية والخير فعلماء آل محمد عليهم السلام في كل زمان يأخذون بالناس إلى شاطئ الطمأنينة ويرشدونهم إلى الحياة الأفضل والعيش الأهنئ وقد مر الفقه الإمامي عبر القرون الطويلة من زمن التشريع بتوجهات علمية مختلفة صنفت على أساسها البحوث العلمية المتنوعة والتي أغنت المكتبة الشيعية بالنظرات المعمقة في الأبعاد الواسعة للفقه المحمدي والتي كشفت من جهة أخرى عن الفهم العلمي الدقيق الذي اتسم به علماؤنا - رضوان الله تعالى عليهم - الذين نهلوا من مدرسة باب مدينة العلم النبوية، ويصح القول إن علماءنا في مسار حياتهم كانوا يمارسون لكتابة نوعين من التاريخ الأول: التاريخ العلمي فالنهوض في وجه المشكلات العلمية التي تنشأ في زمن كل واحد منهم وحلها بالطريقة الشرعية وتفصيلها على أساس النهج القويم يمثل تاريخا " علميا " تجدر الإشارة إليه الثاني: التاريخ السياسي لأن العلماء في مجتمعاتهم أقطاب بارزة ومظاهر للدين واضحة يكون من الطبيعي أن تتأثر الأحداث السياسية بمواقفهم وآرائهم بل تتوجه