جهلوا وعدلوا عن طريق العلم واستكبروا استكبارا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا هم الظالمين.
فاذن البرهان والقرآن اتفقا جميعا على أن تعلم الحكمة الإلهية ومعرفة النفس الانسانية أعني العلم بالمبدء والمعاد هو الفوز بالبقاء الأبدي ورفضه منشأ الخسران السرمدي.
وانا قد قدمنا إليكم يا إخواني في الطريق من أنوار الحكم ولطائف الكلم مبادئ عقليات وضوابط كليات وقوانين ميزانية (1) واحكاما ذهنية هي مقدمات ذوات فضائل جمه ودرجات للمسير إلى الله بقدم الفكر وألهمه وهي معارج للارتقاء إلى معرفه الإلهية والاعتلاء إلى شهود جمال الأحدية وصفاته الواجبية ومجاورة المقدسين ومنادمة أهل الملكوت والعليين من مقاصد أصحاب الوحي والتنزيل ومحكمات أسرار أهل التأويل الآخذين علومهم عن الملائكة المقربين والحفظة الكرام الكاتبين.
فان هذه المقاصد العلية الشريفة ابتداؤها ليس الا من عند الله حيث أودعها أولا في القلم العظيم واللوح الكريم وقراها من علمه الله بالقلم ما لم يكن يعلم وكلمه بكلماته وألهمه محكم آياته وهداه بنوره فاصطفاه وجعله خليفة في عالم ارضه ثم جعله اهلا لعالمه العلوي وخليفة لملكوته السماوي فهذا العلم يجعل الانسان ذا ملك كبير لأنه الأكسير الأعظم الموجب للغنى الكلى والسعادة الكبرى والبقاء على أفضل الأحوال والتشبه بالخير الأقصى والتخلق بأخلاق الله تعالى ولذلك ورد في بعض الصحف المنزلة من الكتب السماوية أنه قال سبحانه يا بن آدم خلقتك للبقاء وانا حي لا أموت أطعني فيما أمرتك وانته عما نهيتك أجعلك مثلي حيا لا تموت وورد أيضا عن صاحب شريعتنا ص في صفه أهل الجنة انه يأتي إليهم الملك فإذا دخل عليهم ناولهم كتابا من عند الله بعد أن يسلم عليهم من الله فإذا في الكتاب من الحي القيوم الذي لا