يستشهدون بذاته على صفاته (1) وبصفاته على أفعاله واحدا بعد واحد وغير هؤلاء كالمتكلمين والطبيعيين وغيرهم يتوسلون إلى معرفته تعالى وصفاته بواسطة اعتبار امر آخر غيره كالامكان للمهية والحدوث للخلق وحركه للجسم أو غير ذلك وهي أيضا دلائل على ذاته وشواهد على صفاته لكن هذا المنهج احكم وأشرف.
وقد أشير في الكتاب الإلهي إلى تلك الطرق بقوله تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق والى هذه الطريقة بقوله تعالى أولم يكف بربك انه على كل شئ شهيد وذلك لان الربانيين ينظرون إلى الوجود ويحققونه ويعلمون انه أصل كل شئ ثم يصلون بالنظر إليه إلى أنه بحسب أصل حقيقته واجب الوجود واما الامكان والحاجة والمعلولية وغير ذلك فإنما يلحقه لا لأجل حقيقته بما هي حقيقته بل لأجل نقائص واعدام خارجه عن أصل حقيقته.
ثم بالنظر في ما يلزم الوجوب أو الامكان (2) يصلون إلى توحيد ذاته وصفاته ومن صفاته إلى كيفية أفعاله وآثاره وهذه طريقه الأنبياء كما في قوله تعالى قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة.
وتقريره ان الوجود كما مر حقيقة عينيه (3) واحده بسيطه لا اختلاف بين