يموت (1) إلى الحي القيوم الذي لا يموت اما بعد فانى أقول للشئ كن فيكون وقد جعلتك اليوم تقول للشئ كن فيكون فهذا مقام من المقامات التي يصل إليها الانسان بالحكمة والعرفان وهو يسمى عند أهل التصوف بمقام كن كما ينقل (2) عن رسول الله ص في غزوه تبوك فقال كن أبا ذر فكان أبا ذر وله مقام فوق هذا يسمى بمقام الفناء في التوحيد المشار إليه بقوله تعالى في الحديث القدسي فإذا أحببته كنت سمعه الذي به يسمع وبصره الذي به يبصر (3) الحديث وسينكشف لك في هذا السفر بيان هذا المطلب بالبرهان ويلقى إليك معرفه العلم الذي من اجله يستوجب من علمه وعمل بموجبه تلك البهجة الكبرى والمنزلة العظمى فافهم واغتنم به وكن به سعيدا ولا تلقه الا إلى أهله العامل بمقتضاه وموجبه والعمل به هو الزهد في الدنيا والزاد للآخرة من التقوى وكنا بمنزله من سهل طريقا وعرا (4) فأزال الشوك والحجارة وسهل حزونتها ليهتدي فيها من يشاء من عباده والله ولى الفضل والهداية وبيده مفاتيح الخير والحكمة وعنده خزائن الجود والرحمة ويشتمل هذا القسم على فنون
(١٠)