كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقوله ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا وهو مشتمل على علمين شريفين أحدهما العلم بالمبدء وثانيهما العلم بالمعاد ويندرج في العلم بالمبدء معرفه الله وصفاته وأفعاله وآثاره وفي العلم بالمعاد معرفه النفس والقيامة وعلم النبوات وقد مدح الله الناظرين المتفكرين فيهما فقال جل ثناؤه في مدح الناظرين في خلق العالم وما فيه من عجائب الخلقة وبدائع الفطرة الدالة على عظمه المبدع وتوحيده ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا وقال في مدح الناظر في امر نفسه والمزكى لها عن الأغشية المادية ونفس وما سويها فألهمها فجورها وتقويها قد أفلح من زكيها وقد خاب من دسيها وذم الله المعرضين عن التأمل في حكمه الله وآياته والتفكر والتدبر في عجائب مصنوعاته والذكر في كثير من مواضع كتابه العزيز كقوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ذمهم لأنهم لم يحصلوا ذلك علما وتفكرا بل اخذوه تقليدا وتلقيا وكقوله وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون فذمهم الله لاعراضهم عن الحكمة ووبخهم لرفضهم البحث عن حقائق الأمور وخفيات الاسرار المكنونة في عالم الخلق والامر وقال ما أشهدتهم (1) خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا إشارة إلى نفى هذين العلمين عنهم وانهم مضلون لأجل ذلك وان المضلين ليسوا على شئ من الحق وما ضلوا وأضلوا الا بعد أن
(٨)