الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٧
شروطا وأسبابا كانشراح الصدر (1) وسلامه الفطرة وحسن الخلق وجوده الرأي وحده الذهن وسرعة الفهم مع ذوق كشفي ويجب مع ذلك كله ان يكون في القلب المعنوي نور (2) من الله يوقد به دائما كالقنديل وهو المرشد إلى الحكمة كما يكون المصباح مرشدا إلى ما في البيت ومن لم يكن فيه هذه الأمور فضلا عن النور فلا يتعب نفسه في طلب الحكمة ومن كان له فهم وادراك ولم يكن له حدس كشفي ولا في قلبه نور يسعى بين أيديهم وبايمانهم فلا يتم له الحكمة أيضا وان سدد من أطرافها شيئا واحكم من مقدماتها شطرا ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
ثم اعلم أن هذا القسم من الحكمة التي حاولنا الشروع فيه هو أفضل اجزائها وهو الايمان الحقيقي بالله وآياته واليوم الآخر المشار إليه (3) في قوله تعالى والمؤمنون

(١) أي سعته فلا انكار له على الأشياء من حيث إنها كتبت بقلم صنع الله بخلاف ضيق الصدر فيعترض على وجود الفاجر فضلا عن الكافر مثلا ولو لم يعترض بلسانه والمراد بسلامه الفطرة سلامه مادته واعتدال مزاجه وطيب طينته وبجوده الرأي استقامة سليقته و بالذوق ذوق العرفان وبالكشف الكشف في النظريات وعبر عنه ثانيا بالحدس كما في الاحكام التي لا مجال فيها للفكر واسع كما في السماويات ونظائرها وكذا في الحدس مقابل الفكر س قده (٢) والعمدة في هذا الباب هذا ومن هنا ورد في المأثورات عن الأئمة ع عرفت ربى بربي وقيل لعارف بم عرفت ربك قال بواردات ترد من ربى على قلبي ويناسب المقام ما قيل إذا رام عاشقها نظره * ولم يستطعها فمن لطفها اعارته طرفا رآها به * فكان البصير بها طرفها س قده (3) فان الايمان الحقيقي هو التصديق اليقيني ويدخل في الايقان بالله الايقان بصفاته وفي الايقان بملائكته الايقان بالعقول الطولية والعرضية وفي الايقان بكتبه الايقان بالنفوس الكلية والمنطبعة وفي الايقان برسله الايقان بالعقول الصاعدة والايقان بالمعاد س قده
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست