شروطا وأسبابا كانشراح الصدر (1) وسلامه الفطرة وحسن الخلق وجوده الرأي وحده الذهن وسرعة الفهم مع ذوق كشفي ويجب مع ذلك كله ان يكون في القلب المعنوي نور (2) من الله يوقد به دائما كالقنديل وهو المرشد إلى الحكمة كما يكون المصباح مرشدا إلى ما في البيت ومن لم يكن فيه هذه الأمور فضلا عن النور فلا يتعب نفسه في طلب الحكمة ومن كان له فهم وادراك ولم يكن له حدس كشفي ولا في قلبه نور يسعى بين أيديهم وبايمانهم فلا يتم له الحكمة أيضا وان سدد من أطرافها شيئا واحكم من مقدماتها شطرا ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
ثم اعلم أن هذا القسم من الحكمة التي حاولنا الشروع فيه هو أفضل اجزائها وهو الايمان الحقيقي بالله وآياته واليوم الآخر المشار إليه (3) في قوله تعالى والمؤمنون