والأنواع وانما هي عنوانات ذهنية وحكايات لآحاد وافراد لا وجود لها في الذهن حتى يعرضها العموم والاشتراك لكن لما كان مفهوم الوجود والموجود قد يصدق على أمور خارجية بالذات بلا اعتبار قيد آخر وقد يصدق على أمور أخرى لا بالذات بل بواسطة قيد آخر يقال للقسم الأول انه وجود وموجود بذاته ويقال للقسم الثاني انه موجود لا بذاته بل بالعرض ولما كانت الوجودات الخاصة مشتركة في هذا المفهوم الانتزاعي العقلي الذي يكون حكاية عنها فلا بد ان يكون للجميع اتفاق في سنخ الوجود الحقيقي ولا بد مع ذلك من امتياز بينها اما بالكمال و النقص والغنى والفقر أو التقدم والتأخر أو بأوصاف زائدة (1) وبذلك يتوسل إلى نفى تعدد الواجب بالذات فبهذا يمكن دفع الاعتراضات عن كلام هذا السيد العظيم لو ساعدنا في أن معنى كونه تعالى موجودا بحتا هو ما قررنا لكن بعض كلماته و آثاره ينافي ذلك.
ولهذا قد تصدى ولده الذي هو سر أبيه المقدس وهو غياث أعاظم السادات والعلماء المنصور المؤيد من عالم الملكوت لدفع هذه الاعتراضات بنحو آخر فقال اما الأول فجوابه انا نختار انه عين مفهوم الموجود وكيف لا يكون عينه وهو محمول عليه والحمل هو الحكم باتحاد الطرفين كما أن كل ممكن موجود عين ذلك المفهوم ولا يلزم (2) من ذلك كون ذلك المفهوم مهية شئ منها واما قوله هذا المفهوم امر