اعتباري فظاهر الفساد فان كون الموجود موجودا ضروري ألا ترى ان القوم ذهبوا إلى أن موضوع العلم الإلهي هو الموجود المطلق ثم حكموا ان وجود موضوعه غنى عن الاثبات لأنه بين الثبوت فظهر ان الواجب عين مفهوم الموجود بحسب الخارج فان مفهوم الموجود موجود في الخارج بافراده وهو بحسب هذا النحو من الوجود يجوز ان يكون عين الواجب وقوله ورد عليه ان موجوديته بذاته إلى آخره غير مسلم وتحقيقه على ما قرره أي السيد المذكور في حواشي التجريد يقتضى تمهيد مقدمه هي ان العوارض المحمولة على الشئ مواطاة عين ذلك الشئ ومتحد معه في الخارج ومغاير له زائد عليه في الذهن فان سئل عن ذلك الشئ من حيث هو في الخارج هل هو عين العارض أو غيره فالجواب انه عينه وان سئل عنه من حيث إنه في الذهن فالجواب انه غيره فالاتحاد بينهما في الوجود الخارجي والتغاير في الوجود الذهني ولا خفاء في أن النسبة بينهما لا يكون حيث يكونان متحدين وانما يتصور حيث هما متغايران ولا في أن ما لا يكون له جهة التغاير بان لا يكون له الوجود الذهني لا يكون له نسبه إلى العارض المذكور.
وإذا تمهد هذا فنقول إذا لم يكن للذات الذي هو واجب الوجود وجود ذهني لم يكن له مع مفهوم الموجود جهة التغاير فلا يكون بينه وبين مفهوم الموجود نسبه حتى يستقيم ان يقال مقتضى هذه النسبة ذاته أو شئ آخر بخلاف الممكن وبهذا يظهر الفرق بينه وبين الممكن ويندفع ايراده الثاني ويسقط الترديدات البعيدة التي يمجها الطبيعة السليمة والحاصل ان الممكن يمكن ان يحصل لذاته وجود ذهني يتكثر بحسبه وذلك في الواجب لذاته ممتنع والجواب عن الثالث ان المهية وهي جواب ما هو عبارة عن الذات المجردة عن العوارض في اعتبار العقل فإذا تجردت عنها عند العقل تميز أحدهما عن الاخر عنده وحينئذ يجد الذات في نفسها عارية عن