تسعه عشر (1) وقد بينه الفيلسوف في المقالة الثانية من كتاب النفس وشرح المفسرون كثامسطيوس والإسكندر ولولا مخافة التطويل لبسطت القول فيه لكني أخوض في طرف يسير منه.
فأقول الطبيعة ما لم توف على النوع الأتم شرائط النوع الأنقص الأول بكماله لم تدخله في النوع الثاني (2) والمرتبة الثانية مثال ذلك أن ذات النوع الأخس و هو الجسمية ما لم تعطها الطبيعة جميع خصائص الكيفيات الجسمية الموجودة في الأجسام بما هي أجسام لم تخط به إلى النوع الثاني الأشرف بالإضافة وهو النبات وما لم تحصل جميع خصائص النباتية كالقوة الغاذية والنامية والمولدة في النوع الأخس لم تجاوز به إلى النوع الثاني كمرتبة الحيوانية ومرتبة الحيوانية مشتملة على الحس والحركة مع سائر القوى النباتية والجسمية فما لم يحصل للنوع الأخس الأدنى الأول جميع الحواس المدركة لجميع المحسوسات فمن الواجب أيضا ان لا يتعدى الطبيعة بالنوع الحيواني إلى النوع النطقي ولكن الطبيعة قد حصلت في المواليد جوهرا ناطقا فمن الضرورة أوفت جميع القوى الحسية بكمالها فاتبعته افاده القوة النطقية فاذن كان للنوع الناطق جميع القوى المدركة للمحسوسات فاذن النوع الناطق يدرك جميع المحسوسات التي أدركها كل حيوان فاذن لا محسوس (3) ما خلا ما