بالوجود كما إذا سمى انسان بالوجود ومن البين انه لا اثر لهذه التسمية في الاحكام وان هذا القسم راجع إلى أن الواجب ليس الوجود الذي الكلام فيه ويلزم ان يكون الواجب ذا مهية وقد مر ان كل ذي مهية معلول وعلى الثاني وهو ان يصدق عليه صدقا عرضيا فلا يخفى ان ذلك لا يغنيه عن السبب بل لا يستدعى ان يكون موجودا ولذلك ذهب جمهور المتأخرين من الحكماء إلى أن الوجود معدوم.
أقول منشأ هذا الاشكال الذهول عن حقيقة الوجود وآحاده واعداده وعن معنى عرضية المفهوم العام الانتزاعي للهويات الوجودية فان كون هذا العام المشترك عرضيا ليس معناه ان للمعروض موجودية وللعارض موجودية أخرى كالماشي بالقياس إلى الحيوان والضاحك بالقياس إلى الانسان بل هذا المفهوم عنوان وحكاية للوجودات العينية ونسبته إليها نسبه الانسانية إلى الانسان والحيوانية إلى الحيوان فكما ان مفهوم الانسانية صح ان يقال إنها عين الانسان لأنها مرآة لملاحظته وحكاية عن مهيته و صح ان يقال إنها غيره لأنها امر نسبي والانسان مهية جوهرية.
وبالجملة الوجود ليس كالامكان حتى لا يكون بإزائه شئ يكون المعنى المصدري حكاية عنه بل كالسواد (1) الذي قد يراد به نفس المعنى النسبي أعني الأسودية وقد يراد ما يكون به الشئ اسود أعني الكيفية المخصوصة فكما ان السواد إذا فرض قيامه بذاته صح ان يقال ذاته عين الأسودية وإذا فرض جسم متصف به لم يجز ان يقال إن ذاته عين الأسودية مع أن هذا الامر العام لكونه اعتبارا ذهنيا زائد على الجميع.
إذا تقرر هذا فلنا في الجواب ان نختار في الترديد الأول الشق الأول وهو ان الوجود حقيقة الذات قولك في الترديد الثاني اما ان يكون ذلك الوجود ما يفهم من