والموجود المطلق الصادق عليه صدقا عرضيا فلا فرق بين الصورتين في ذلك فإن كان تحليل الانسان إلى الوجود الخاص العارض ومهيته بناء على أن العارض حصه من مفهوم المطلق كان هناك كذلك فان العارض له أيضا حصه منه.
ومنها ان ما حرره من أن الواجب لا مهية له أصلا ان أراد انه لا ذات له فهو ظاهر البطلان وان أراد ان له ذاتا لكن لا تسمى مهية بحسب الاصطلاح فهو بحث لفظي فان من يقول إن حقيقته ومهيته هو الوجود القائم بذاته انما يريد به المعنى الذي يريد به من الذات فلا يبقى المباحثة الا في اللفظ وأنت إذا تأملت أدنى تأمل علمت أن ما ذكره (1) من أن ذاته موجود خاص كلام خال عن التحصيل لان ذاته امر خارج عن ادراكنا يحمل عليه الموجود بالحمل العرضي فلا رجحان له على الممكنات من هذه الحيثية واما على ما ذكرنا فالرجحان ظاهر لان ذاته وجود خاص هو مبدء لانتزاع هذا المفهوم بذاته لأنه وجود بذاته وغيره انما يصير كذلك بواسطته بالتبع هذا تحصيل تمام ما أورده هذا المورد المعاصر له على كلامه.
أقول يمكن دفع هذه الايرادات على أسلوبنا اما عن الأول فنختار في الترديد الذي ذكره ان ذاته تعالى عين الوجود الخاص وكونه فردا للموجود المطلق لا يستلزم ان يكون موجودا بالوجودين ولا ان يكون قابلا للتحليل إلى أمرين وذلك لان موجوديته ليس الا بذاته لا بعروض حصه من هذا المفهوم كما أن كون هذا الانسان انسانا (2) لا يقتضى ان يكون فيه انسانيتان خاصه وعامه لان الانسان