والسفلية بل مخالفا لسوابق الصور والأسباب السماوية والأرضية فيقال لمثل هذا الامر النسخ والبداء وما أشبههما ولا يمكن العلم به لاحد من النفوس العلوية والسفلية الا من جهة الله المختصة به لأنه مما استأثره لأنه ليس في الأسباب الطبيعية ما يوجبه ولا في الصور الادراكية والنقوش اللوحية ما يتدربه من قبل ولأجل ذلك ورد في أحاديث أصحابنا الإماميين عن أبي عبد الله ع ان لله علمين علم مكنون مخزون (1) لا يعلمه الا هو من ذلك يكون البدا وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبيائه فنحن نعلمه وعن أبي جعفر ع أنه قال العلم علمان فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحد من خلقه وعلم علمه ملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فإنه سيكون لا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعلم عنده مخزون يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويثبت منه ما يشاء.
قال الشيخ في كتاب المبدء والمعاد في فصل من المقالة الثانية معقود في مبدء التدبير للكائنات الأرضية والأنواع غير المحفوظة بهذه العبارة فمعلوم ان العناية بها ليست عن الأول ولا عن العقول الصريحة فيجب ان يكون لمبدء بعدها و هو اما نفس منبثة متعلقه بعالم الكون والفساد واما نفس سماوية (2) ويشبه ان يكون