العلم التام بوجه الخير للنظام والإرادة الحقه لفعل الخير بالذات مطلقا فاذن العالم الأكبر وهو الانسان الكامل الأعظم فاعله وغايته أولا وآخرا ومبدء ومصيرا هو الله سبحانه بحسب نفس ذاته فاما كل جزء من اجزاء نظام الوجود فالغرض القريب والغاية القريبة منه بحسب الخصوصية شئ غير ذاته كما أن فاعله القريب بحسب الخصوصية شئ غير الحق الأول كما أن الغاية والفاعل في نظام الشخص الجزئي الانساني بجميع اجزائه وطبائعه وقواه هما نفسه المتعلقة بجمله بدنه واما الفاعل و الغاية القريبان لكل فعل مخصوص من أفاعيل الأعضاء فقوه مخصوصة من قوى نفسه كالجاذبة والدافعة والغاذية والمنمية والمولدة وغيرها إلى الف الف قوة وفعل (1) ومرجعها وأفاعليها كلها إلى النفس أولا وآخرا وظاهرا وباطنا فقد ظهر وتبين ان الفاعل المختار إذا كان ممكن الوجود ناقص الذات كان غرضه من الفعل شيئا زائدا على ذاته هو كمال ذاته وتمامها الذي به يستكمل في الفعل ويتم وإذا كان واجب الوجود فلكونه كامل الذات تام الكمال بل فوق التمام لم يكن له في فعله غرض وغاية الأنفس ذاته لا شئ وراء ه وليس معنى هذا الكلام ان فعله المطلق لا غاية ولا غرض له بل إن غايته وغرضه ذاته المقدسة والا رجع الامر إلى مذهب الأشعرية تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
فقد استبان وظهر ان الحكماء انما ينفون عن فعل الله سبحانه المطلق غرضا وغاية أخيرة غير ذاته ويقولون ذاته غرض الاغراض وغاية الغايات ونهاية الطلبات والرغبات والأشواق لكونه علة العلل وسبب الأسباب ومسببها ومعللها ولا ينفون الغرض والغاية والعلة الغائية بل يثبتون أغراضا وغايات وكمالات مترتبة