إلى أن الموجودات على تباينها في الذوات والصفات والافعال وترتبها في القرب والبعد من الحق الأول والذات الأحدية يجمعها حقيقة واحده إلهية جامعه لجميع حقائقها وطبقاتها لا بمعنى ان المركب من المجموع شئ واحد هو الحق سبحانه حاشا الجناب الإلهي عن وصمه الكثرة والتركيب بل بمعنى ان تلك الحقيقة الإلهية (1) مع أنها في غاية البساطة والأحدية ينفذ نوره في أقطار السماوات والأرضين ولا ذره من ذرات الأكوان الوجودية الا ونور الأنوار محيط بها قاهر عليها وهو قائم على كل نفس بما كسبت وهو مع كل شئ لا بمقارنة وغير كل شئ لا بمزايلة وهو الذي في السماء اله وفي الأرض اله وهذا المطلب الشريف الغامض اللطيف مما وجدوه وحصلوه بالكشف والشهود عقيب رياضاتهم وخلواتهم وهو مما أقمنا عليه البرهان مطابقا للكشف والوجدان فاذن كما أنه ليس في الوجود شان الا وهو شانه كذلك ليس في الوجود فعل الا وهو فعله لا بمعنى ان فعل زيد مثلا ليس صادرا عنه
(٣٧٣)