هو مثل القدرة فينا فان القدرة فينا هي بعينها القوة وهي فيه الفعل فقط فإنه ان لم يعتبر على هذا الوجه كان فيه امكان وواجب الوجود منزه عن ذلك وكذلك ان لم يعتبر ان قدرته بعينها ارادته وعلمه كان في صفاته تكثر فيجب ان يكون مرجعها إلى العلم كما كان مرجع ارادته إلى علمه والإرادة فينا تابعه لغرض ولم يكن فيه لغرض البتة غير ذاته.
ثم قال وصدور الأشياء عن ذاته لا لغرض فهو رضاه لا انها تصدر عنه ثم يرضى بصدورها عنه والقدرة فيه يستحيل أن تكون بالامكان فهو إذا فعل فقد شاء وإذا لم يفعل فإنه لم يشأ ليتم الفعل والقدرة (1) وقال أيضا الحكمة معرفه الوجود الواجب وهو الأول ولا يعرفه عقل كما يعرف هو ذاته فالحكيم بالحقيقة هو الأول و الحكمة عند الحكماء تقع على العلم التام والعلم التام في باب التصور ان يكون التصور بالحد وفي باب التصديق ان يعلم الشئ بأسبابه إن كان له سبب واما ما لا سبب له (2) فإنه يتصور بذاته ويعرف بذاته كواجب الوجود (3) فإنه لا حد له و