الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٣٤٢
وبعضها أسفل كالخيال والحس المشترك وقوتي الشهوة الغضب وما يتلوهما من القوى المحركة المباشرة للتحريك المميلة للأعضاء وكذا هذا الملك كنظيره في أن بعضه احكم والطف كالأرواح الدخانية (1) على طبقاتها في الشفيف والنورانية بمنزله الأفلاك المتفاوتة في الصفاء واللطافة وهي مواضع الصور النورية الكوكبية كما أن هذه الأرواح محال القوى الحيوانية والطبيعية وان بعضه بخلاف ذلك كالأعضاء المفردة والمركبة التي هي بمنزله العناصر وما يتركب منها على ما يطول شرحه وليس هذا المقام مقام تفصيله والغرض ان الانسان إذا قصد إلى احداث فعل أو حركه منه فلا بد له من علم وهو تصور ذلك الفعل والتصديق بفائدته ثم لا بد له من اراده وعزم له ثم لا بد له من شوق إليه ثم لا بد له من ميل في أعضائه إلى تحصيله فبالحقيقة هذه الأمور الأربعة أعني العلم والإرادة والشوق والميل معنى واحد يوجد في عوالم أربعة يظهر في كل موطن بصوره خاصه تناسب ذلك الموطن فالمحبة إذا وجدت في عالم العقل كانت عين القضية والحكم كعالم القضاء الإلهي وإذا وجدت في عالم النفس كانت عين الشوق وإذا وجدت

(١) في التعبير بالدخانية مع أن المشهور الروح البخاري وقد مر آنفا إشارة إلى تطبيقها من هذه الجهة أيضا كما ورد في القرآن والتوراة وغيرهما ان السماء دخان ووجهه ان السماء بمنزله الروح الدخاني في بدن الانسان الكبير أو ان سماء الانسان الصغير وهو روحه البخاري دخان ثم إن المراد بطبقاتها الأرواح الثلاثة أعني الروح النفساني الدماغي والروح الحيواني القلبي والروح الطبيعي الكبدي والمجاري للأول الأعصاب وللثاني الشرائين وللثالث الأوردة فالأول أعني الروح الدماغي أشرف والطف من القلبي وهو من الكبدي ثم الروح الدماغي ما في مؤخره أشرف مما في وسطه وما في وسطه أشرف مما في مقدمه وكذا ما في مؤخر المقدم مما في مقدمه وقس عليه - س قده.
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست