وبعضها أسفل كالخيال والحس المشترك وقوتي الشهوة الغضب وما يتلوهما من القوى المحركة المباشرة للتحريك المميلة للأعضاء وكذا هذا الملك كنظيره في أن بعضه احكم والطف كالأرواح الدخانية (1) على طبقاتها في الشفيف والنورانية بمنزله الأفلاك المتفاوتة في الصفاء واللطافة وهي مواضع الصور النورية الكوكبية كما أن هذه الأرواح محال القوى الحيوانية والطبيعية وان بعضه بخلاف ذلك كالأعضاء المفردة والمركبة التي هي بمنزله العناصر وما يتركب منها على ما يطول شرحه وليس هذا المقام مقام تفصيله والغرض ان الانسان إذا قصد إلى احداث فعل أو حركه منه فلا بد له من علم وهو تصور ذلك الفعل والتصديق بفائدته ثم لا بد له من اراده وعزم له ثم لا بد له من شوق إليه ثم لا بد له من ميل في أعضائه إلى تحصيله فبالحقيقة هذه الأمور الأربعة أعني العلم والإرادة والشوق والميل معنى واحد يوجد في عوالم أربعة يظهر في كل موطن بصوره خاصه تناسب ذلك الموطن فالمحبة إذا وجدت في عالم العقل كانت عين القضية والحكم كعالم القضاء الإلهي وإذا وجدت في عالم النفس كانت عين الشوق وإذا وجدت
(٣٤٢)