بحار العلوم (1) لا تأخذه سنه ولا نوم وهي اجمال كلمات الله التي لا تنفد كما جاء المثل منها في القرآن ولو أن ما في الأرض من شجره أقلام والبحر يمده من بعده سبعه أبحر ما نفدت كلمات الله وهذا الملك الكريم الذي هو لوح لما فوقه هو أيضا قلم لما دونه وهكذا كل فاعل ومنفعل من القوى الادراكية لوح وقلم باعتبارين فتولدت الأقلام والألواح بعد هذين الملكين الكريمين الذين أحدهما وهو القلم بمنزله آدم والاخر وهو اللوح بمنزله حوا تولد الأولاد البنين والبنات منهما وكان القلم الاعلى واهب الأرواح فيها وهو فيض ذاتي له وإرادي لله كما أن صدور الفعل عنا بالإرادة إرادي لنا وذاتي لإرادتنا ولهذه النفس نسبتان نسبه نورانية وهي مما يلي العقل الكريم ونسبه ظلمانية وهي مما يلي الهيولى فبتلك الرابطة تأخذ من العقل صورا عقلية ثابته وبهذه الرابطة ترسم في الهيولى
(٣٠٣)