بتعددها وله افتقار ذاتي وجودي لموجده كما مر بيانه في أوائل الكتاب وسماه الله تعالى حقا وقلما وامرا وروحا وفي الحديث عقلا وقد ذكرنا أكثرها قال الله تعالى وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما الا بالحق وهو الخازن الحفيظ علام الغيوب بعلم موجده فعلم نفسه من حيث علم موجده كما علم غيره من حيث علم نفسه وهذا قوله ص من عرف نفسه فقد عرف ربه وهو عرش الله الأعظم الذي استوى عليه ذاته وبعده اللوح المحفوظ وهو كما مر النفس الكلية لجميع النفوس الجزئية والقوى الادراكية أوجدها الله تعالى في المرتبة الثانية وفي العالم وهي من الملائكة الكرام ورسل الله إلى الخلق بخلاف الطبقة الأولى فإنها لم تبرح عن صقع الربوبية ولم تنزل إلى عالم الامكان لما علمت أن عالم الامكان منحصر عندنا في عالم الخلق دون الامر وهي المشار إليها بقوله تعالى وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ وهي موضع تنزيل الكتب وهي أول كتاب سطره العقل أرقاما تفصيليه وحروفا زمانية فامر الله القلم ان يجرى على هذا اللوح جريا إلى يوم القيامة بما قدره وقضاه فهذا اللوح محل لالقاء القلم وهو العقل إليه بطريق التفصيل ما يحمله من الله بطريق الاجمال لان النفس محل التفصيل لأنها زمانية.
وذكر بعض المكاشفين الذين يقع لهم مكاشفة الحقائق في كسوة الأمثلة ان لهذا القلم ثلاثمأة وستين سنا من حيث ما هو قلم وله ثلاثمأة وستون وجها من حيث ما هو روح وثلاثمأة وستون لسانا من حيث ما هو عقل وله ثلاثمأة وستون نهرا من حيث ما هو علم وهو ماء الحياة وعين الحيوان تستمد هذه الأنهار من ثلاثمأة وستين بحرا من