والقهر لان المراد بهذه الحجب هيهنا هي المعلولات المرتبة المتوسطة بين الواجب وبين هذا العالم ولا شك ان المعلول البعيد يختص بنحو ضعيف من الوجود فإذا فرض وقوعه بهويته الضعيفة الوجود في مرتبه المعلول القريب لبطلت ذاته واضمحلت هويته فإذا أراد أحد ان ينظر إلى وجهه الكريم لا من جهة هذه الحجب أو قبل ان تبدل ذاته من نشأة إلى نشأة أخرى وهكذا إلى أن قطع الحجب كلها أو بعضها و صارت في مرتبه الحجاب الأول أو قريبا منه لكان حاله كما وقع لجبل موسى ع ولهذا قال جبرئيل حين سئله الرسول ص عن عدم تجاوزه عن مقامه المعلوم لو دنوت أنملة لاحترقت.
واعلم أن المراد من الحجب النورية هي العقول المجردة المترتبة في الوجود المتفاوتة في النورية وهي مع ذلك أنوار خالصه لا يشوبها ظلمه العدم لأنها ليست زمانية بخلاف غيرها كالنفوس والطبائع وهي المرادة من الحجب الظلمانية لأنها زمانية وكلما هو زماني فللعدم دخول في نحو وجوده وليست نوريته خالصه عن الظلمة لكن كلها من مراتب علم الله التفصيلية وانما أوجدها الله مع أن ذاته في غاية التمام والنورية غنيا عن العالمين تكميلا لوجود لوازم الأسماء والصفات أعني أعيان