اتصالها عين قبول الانفصال ووحدتها عين الكثرة كالعدد وعين قوة الكثرة كالمقدار.
وبالجملة الحقائق المتأصلة كالانسان والفرس والدواب والشجر والحجر و الذهب والفضة والأرض والهواء والنار والسماء والشمس والقمر وغيرها من الأنواع لكل منها أنحاء من الكون (1) ودرجات ومقامات في الوجود ونشأت في الكمال كلما هو ارفع وأشرف كان الوجود فيه أقدم ووحدته أقوى واحاطته بما سواه أكثر وجمعيته أشد ونوريته أظهر وآثاره أوفر حتى يبلغ إلى مقام يزول عنه النقائص كلها حتى الامكان ففي ذلك المقام وقع التصالح بين المتفاسدات والتعانق بين المتضادات والتأحد بين الكثرات فكانت موجودة بوجود واحد معلومه بعلم واحد كما عبر عن هذا المقام لسان الرسول الختمي ص لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل وانما قال وقت ولم يقل مقام للفرق بين مرتبه الرسالة ومرتبة الولاية لان دعوى الرسالة لا يلائم دعوى المقام هناك و انما يلائم دعوى الوقتية.
تنبيه تعليمي ومما ينبه على كون حقيقة واحده لها درجات في الوجود بعضها طبيعي وبعضها نفساني وبعضها عقلي وبعضها إلهي انه لا شك ان العلم بمعنى الصورة (2) الحاصلة حقيقة واحده وهي قد تكون عرضا كعلم النفس بغيرها وقد تكون جوهرا نفسانيا كعلم النفس بذاتها وقد تكون جوهرا عقليا كعلم العقل بذاته وقد لا تكون جوهرا ولا عرضا بل أمرا خارجا عنهما وهو واجب الوجود كما في علم الله بذاته وبالأشياء وكذلك القدرة قد تكون عرضا من الكيفيات النفسانية كما في الحيوانات وقد تكون جوهرا كما في العقول فان القدرة فيها هي عين