فيها للكثرة فيلزم ان يكون النفس محركه لبدن كلي ومستعمله لقوى كليه وليس لها ادراك بدنها الخاص وقواها ولا التصرفات والتدابير الجزئية وهو ليس كذلك بالضرورة الوجدانية فإنه ما من انسان الا ويدرك بدنه الجزئي وقواه الجزئية و النفس تستخدم المفكرة في تفصيل الصور الجزئية وتركيبها حتى ينتزع الكليات من الشخصيات وتستنبط النتائج من المقدمات وحيث لم يكن للقوة الجزئية سبيل إلى مشاهده ذاتها (1) لعدم حضورها عند نفسها فان المنطبع في محل وجوده في نفسه هو بعينه وجوده لمحله فوجودها لغيرها لا لنفسها كما سبق ذكره كيف والوهم ينكر نفسه وينكر القوى الباطنة وان لم يجحد آثارها فإذا لم يكن للوهم وهو رئيس سائر القوى الجرمانية سبيل إلى ادراك نفسه وادراك القوى الباطنة وكذلك سائر المدارك الجزئية فالمدرك لهذه القوى الجزئية والجزئيات المرتسمة فيها والكليات المنتزعة عن تلك الجزئيات انما هي النفس الناطقة بنفس تلك الأمور وذلك لاشراقها وتسلطها على هذه الأمور مع كونها في ذاتها نورا لذاتها وكلما هو نور لنفسه وله تسلط على غيره كان مدركا لذاته ولذلك الغير اما ادراكه لذاته فبمحض كونه نورا إذ النور يلزمه الظهور بل هو عين الظهور واما ادراكه لذلك الغير فبمجرد اضافته إليه وكلما كان
(٢٥١)