الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٢٤٨
انتزاعي وهو عرض زائد على مهيته والعلم سيما علم الله ليس كذلك لأنه كالوجود ليس بجوهر ولا عرض وجوهرية العقل عند هؤلاء الراسخين انما هي لسريان الهوية الواجبية فيها (1) فيصلح عندهم ان يكون علمه تعالى بالأشياء ولا يصلح عند غيرهم وأيضا القول بان العقل الأول بما فيه عين علمه بالأشياء يبطل العناية الإلهية السابقة على وجود الأشياء كلها وليست عبارة عن حضور العقل عنده لان الحضور صفه الحاضر (2) وهو العقل وعلمه تعالى صفه له فهو غيره وأيضا الحضور متأخر عن الحاضر (3) لأنه صفه له وهو متأخر عن الواجب لأنه معلول له وعلمه تعالى مع جميع كمالاته متقدم بالذات على جميع الموجودات فلا يفسر علمه بالحضور.
اشراق تعليمي وتنبيه تفريعي والحق ان من انصف من نفسه يعلم أن الذي أبدع الأشياء وأفادها واقتضاها اقتضاء بالذات وأوجدها بذلك الاقتضاء من العدم إلى الوجود سواء كان العدم زمانيا أو ذاتيا يعلم تلك الأشياء بحقائقها ولوازمها قبل ايجادها سيما وقد كانت على ترتيب ونظام ونظامها أشرف النظامات وترتيبها أحسن التقويم والا لما أمكن اعطاء الوجود لها فالعلم بها لا محاله غيرها ومقدم عليها واعلم أن كل من تشبث في اثبات علمه تعالى بالأشياء بشئ من مجعولاته كعقل أو نفس أو يقول علمه التفصيلي متأخر عن ذاته فذلك لقصور نظره وضعف عقله والراسخ في الحكمة عندنا من

(1) كان قائلا يقول انك جوزت كون العقل علما له تعالى عند الراسخين وقد سبق أيضا ارجاع الصور المرتسمة إلى المثل الإفلاطونية وهي جواهر أجاب بان جوهريتها باصطلاح العرفاء وهي عندهم بمعنى المتبوعية كما أن العرضية بمعنى التابعية فصور العالم اعراض و معناه جوهر معرب گوهر فكان متبوعية الحق بعين متبوعية الحق وجوهريته س قده (2) هو وإن كان صفه ذاتية للحاضر لكنه صفه فعليه لعلته فان للمعلول نحو قيام بعلته في مقام وجوده التفصيلي ط مد ظله (3) ممنوع فإنه منتزع عن نحو وجوده غير متأخر عنه فهو علم بالفعل في مقام الفعل لكن الاشكالين مبنيان على ظاهر بيان القوم المبنى على أصالة الماهية - ط مد ظله.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست