متقدم على ايجاده فيكون علمه فعليا فاعترض عليه بعد ما يرد عليه شبه ما تقدم (1) بوجوه أخرى أحدها انه يجب احتياج الواجب في العلم التفصيلي بأكثر الأشياء إلى ما سواه وثانيها انه يلزم عليه التجدد في علمه والانتقال من معلوم إلى معلوم كما هو شان العلوم النفسانية وثالثها انه يلزم عليه فقدان العلم بأكثر الأشياء في كثير من مراتب نفس الامر وخفاء كثير من المعلومات عليه في أكثر المقامات الوجودية وهذا ممتنع بالضرورة البرهانية وربما يجاب عن الأول بان توقف العلم التفصيلي الذي هو امر مبائن لذاته بشئ على شئ آخر يستند إلى ذاته ليس محذورا كما أن صدور الموجودات عنه بعضه متوقف على بعض آخر وذلك البعض على بعض آخر حتى ينتهى سلسله الافتقار إلى ما يفتقر إلى ذاته وليس هذا يستلزم افتقاره إلى شئ بل هذا في الحقيقة افتقار الكل إليه لا إلى غيره.
وعن الثاني بان هذا ليس انتقالا زمانيا بل ترتبا عقليا والانتقال من معلوم إلى معلوم إذا لم يكن زمانيا بل تقدما وتأخرا ذاتيا فهو ليس بممتنع عليه كما في طريقه القائلين بارتسام صور الأشياء في ذاته على الترتيب العلى والمعلولي وكما في طريقه بعض المتكلمين (2) وأبى البركات وقريب من هذا الرأي رأى من زعم من متأخري الحكماء (3)