الكلام في ذلك كالكلام في هذا لأنها كانت معقولة له وهي أيضا من لوازمه فتكون قد عقلت هذه أيضا بواسطة صوره معقولة أخرى والكلام فيها كالكلام في هذه فيتسلسل الامر.
تعليق آخر إذا قيل انما وجدت هذه اللوازم لأنها قد عقلت وعقليته لها التي هي سبب وجودها هي أيضا من اللوازم لزم السؤال فيقال لم وجدت وبواسطة أي شئ فيقال انما وجدت لأنها عقلت فيتسلسل الامر.
تعليق آخر هذه الصور المعقولة من لوازم ذاته وإذا تبع وجودها عقلية لها كانت عقليته لها من لوازم ذاته أيضا فيكون وجود العقلية من عقليته لها فيكون تعقل بعد تعقل إلى ما لا نهاية.
واما لزوم المفسدة الأخيرة من أنه تعالى لا يوجد شيئا مما يباينه بذاته بل بتوسط الأمور الحالة فيه فهذا مجرد استبعاد فهل هذا الا كقول من ينكر وجود عالم المعقولات الصرفة قبل وجود هذا العالم الجسماني أو وجود عالم الامر قبل وجود عالم الخلق ثم يقول يلزم على ذلك أن لا يوجد تعالى شيئا من هذه الجسمانيات بذاته بل بتوسط الأمور العقلية ولا يخلق شيئا من الخلق الا بواسطة الامر فيقال له أولا ان البرهان هو المتبع لا غير وثانيا ان ذلك العالم أشرف بالتقدم وأنسب فكذلك نقول الصور الإلهية لكونها من لوازم وجوده الباقية ببقائه لا بابقائه (1) الموجودة بوجوده لا بايجاده الواجبة بوجوبه فضلا عن ايجابه فهي