الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٢٢٢
مبدعة الأول والصور عنده غير متناهية (1) ثم قال ولا يجوز في الرأي الا أحد قولين اما ان نقول أبدع ما في علمه واما ان نقول أبدع أشياء لا يعلمها وهذا من القول المستشنع وان قلنا أبدع ما في علمه فالصور أزلية بأزليته (2) وليس
(1) يرد عليه انها كيف يكون غير متناهية وأنواع المجردات والماديات الفلكيات والأرضيات متناهية والأشخاص غير المتناهية ليس لكل واحد منها صوره على حدة قائمه به تعالى عندهم على أنها إذا كانت غير متناهية وهي مترتبة ترتيبا سببيا ومسببيا كما قال المصنف قده فيما مر لزم التسلسل وكونها محصورة بين حاصرين والجواب عن الأول ان المراد بعدم التناهي عدم التناهي المدى أو الشدى بشدة نورية الواجب تعالى لا بشدة على حدة كما يشير إليه قوله أزلية بأزليته أو نقول إن أنواع المفردات من الجواهر المذكورة و الاعراض وان كانت متناهية الا ان الأنواع الحاصلة بالتركيب نسب بعضها إلى بعض غير متناهية الا ترى ان أصول الطعوم البسيطة تسعه وأنواع مركباتها لا تحصى أو نقول صور الجزئيات غير المتناهية قائمه به تعالى مخصصه كل واحده منها بتخصيصات صائرة إياها كنوع منحصر في فرد كما هو المقرر في الكتب وعن الثاني انه لا يلزم كون الترتيب في مجموع غير المتناهي كما ذكرنا سابقا انه على مذهب القائلين بقيام الصور بذواتها وهي الأنوار القاهرة ليس الترتيب الا في القواهر الأعلين لا في الطبقة المتكافئة المسماة بالمثل وتلك نظيره هذه وأيضا الترتيب إلى جانب المعلول لا إلى جانب العلة س قده (2) فلا يلزم تعدد القدماء وفي هذا القول من الفيلسوف رد على معاصر المصنف قده الذي مر ذكره - س قده.