اعراضا موجودة فيه فليس مما يتصف بها أو ينفعل عنها فان كونه واجب الوجود بذاته هو بعينه كونه مبدء للوازمه أي معقولاته بل ما يصدر عنه انما يصدر عنه بعد وجوده وجودا تاما وانما يمتنع ان يكون ذاته محلا لاعراض ينفعل عنها (1) أو يستكمل بها أو يتصف بها بل كماله في أنه بحيث يصدر عنه هذه اللوازم لا لأنه محلها انتهى.
والحاصل ان الواجب بحسب ذاته بذاته ذو تلك اللوازم لا انه بسبب تلك اللوازم ذو تلك اللوازم فعاقليته للأشياء لم يحصل له بسبب الأشياء (2) ولا أيضا بسبب صورها العقلية بل بسبب ذاته فقط بمعنى انه متى فرضت ذاته بذاته في أي مرتبه كانت بلا ملاحظة شئ آخر معه لكانت ذاته عاقلة للأشياء لكن عاقليته للأشياء مما لا تنفك عن حصول صور الأشياء له معقولة وهذا مما فيه غموض ولطافه يقصر عن دركه أكثر الأذهان كيف ومن أدرك هذا هان عليه ادراك العلم المقدم على الايجاد سواء كانت معقولاته التفصيلية صورا ذهنية كما هو رأى المشائين أو خارجية كما هو رأى الأفلاطونيين ومن لم يذق هذا الشهد لا يمكنه التخلص عن لزوم جهة الامكان في واجب الوجود