حقيقة الوجود لا نقص لها وانما يلحقه النقص لأجل المعلولية وذلك لان المعلول لا يمكن ان يكون في فضيلة الوجود مساويا لعلته فلو لم يكن الوجود مجعولا ذا قاهر يوجده ويحصله كما يقتضيه لا يتصور ان يكون له نحو من القصور لان حقيقة الوجود كما علمت بسيطه لا حد لها ولا تعين الا محض الفعلية والحصول والا لكان فيه تركيب أو له مهية غير الموجودية.
وقد مر أيضا ان الوجود إذا كان معلولا كان مجعولا بنفسه جعلا بسيطا وكان ذاته بذاته مفتقرا إلى جاعل وهو متعلق الجوهر والذات بجاعله فاذن قد ثبت واتضح ان الوجود اما تام الحقيقة واجب الهوية واما مفتقر الذات إليه متعلق الجوهرية وعلى أي القسمين يثبت ويتبين ان وجود واجب الوجود غنى الهوية عما سواه وهذا هو ما أردناه.
واعلم أن هذه الحجة في غاية المتانة والقوة يقرب مأخذها من ماخذ طريقه