وجود الشئ بالقياس إلى مهيته ممكنا وبالقياس إلى موجده واجبا فكل من تلك الصور وإن كان وجودها في نفسها بعينه وجودها للواجب لكن لا يلزم من ذلك امكان وجودها له فان معنى كون الوجود ممكنا ان له مهية زائدة عليه كان حاله بالقياس إليها الامكان لا غير ولا يلزم من ذلك (1) ان يكون حاله أي حال ذلك الوجود في نفسه أو بحسب الواقع أو بالقياس إلى موجده وإن كان غير منفصل عن موجده ذلك الحال أعني الامكان وبالجملة وجود تلك الصور ليس مزيلا لقوه ونقص عن الواجب كما أن عدمها عنه ليس قصورا له وفقدانا عنه بل كماله ومجده انما هو بكونه على وجه يصدر عنه تلك الصور وليس كماله ومجده بوجودها له كما ليس بوجودها في نفسها فاذن كماله ومجده بذاته لا بشئ آخر وهذا المعنى مصرح به في كتب الشيخ غير مره منها قوله في التعليقات لو فرضنا ان الأول يعقل ذاته مبدء لها (2) ثم يكون تلك الموجودات موجودة فيه فاما ان يكون وجودها فيه مؤثرا في تعقله لها (3) أو لا يكون مؤثرا فإن كان مؤثرا كان علة لان يعقلها الأول لكن علة وجودها هو ان الأول عقلها فيكون لأنها عقلها الأول عقلها (4) أو لأنها وجدت عنه وجدت عنه.
(٢٠٦)